وقال ابن عاشور :
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
سورة الحجسميت هذه السورة الحج في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرج أبو داود، والترمذي عن عقبة بن عامر قال :" قلت : يا رسول الله أفضلت سورة الحج على سائر القرآن بسجدتين؟ قال : نعم " وأخرج أبو داود، وابن ماجه عن عمرو بن العاص أن رسول الله ﷺ أقرأه خمس عشرة سجدة في القرآن منها ثلاث في المفصل، وفي سورة الحج سجدتان.
وليس لهذه السورة اسم غير هذا.
ووجه تسميتها سورة الحج أن الله ذكر فيها كيف أمر إبراهيم عليه السلام بالدعوة إلى حج البيت الحرام، وذكر ما شرع للناس يومئذ من النسك تنويها بالحج وما فيه من فضائل ومنافع، وتقريعا للذين يصدون المؤمنين عن المسجد الحرام وإن كان نزولها قبل أن يفرض الحج على المسلمين بالاتفاق، وإنما فرض الحج بالآيات التي في سورة البقرة وفي سورة آل عمران.
واختلف في هذه السورة هل هي مكية أو مدنية.
أو كثير منها مكي وكثير منها مدني.
فعن ابن عباس ومجاهد وعطاء : هي مكية إلا ثلاث آيات من قوله :﴿هَذَانِ خَصْمَانِ﴾ إلى ﴿وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ﴾.
قال ابن عطية : وعد النقاش ما نزل منها بالمدينة عشر آيات.
وعن ابن عباس أيضا والضحاك وقتادة والحسن : هي مدنية إلا آيات ﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي﴾ إلى قوله تعالى :﴿أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ﴾ فهن مكيات.