وظاهر القران يدل على أن المراد المسجد كما قال جل
وعز وهم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام لأنهم كانوا يمنعون منه ويدعون أنهم أربابه إنما ذكر المسجد ولم يذكر دور الناس ومنازلهم وقيل هما في إقامة المناسك سواء وقيل ليس لأحدهما فضل على صاحبه ٣٢ - ثم قال جل وعز ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم ايه ٢٥ روى مرة عن عبد الله بن مسعود قال لو أن رجلا هم بخطيئة لم تكتب عليه ولو هم بقتل رجل بمكة وهو ب عدن أبين لعذبه الله جل وعز ثم قرأ ومن يرد فيه بإلحاد بظلم
غير نذقه من عذاب أليم وروى هشيم عن الحجاج عن عطاء ومن يرد فيه بإلحاد قال من عبد غير الله جل وعز وقال مجاهد من عمل بسيئة وقال حبيب بن أبي ثابت هم المحتكرو أحمد الطعام بمكة وأبين ما قيل فيه أن معنى بإلحاد بظلم لكل معصية لأن الاية عامة قال أبو جعفر أصل الإلحاد في اللغة الميل عن القصد ومنه سمي اللحد ولو كان مستويا لقيل ضريح ومنه قوله سبحانه وذروا الذين يلحدون في أسمائه يقال لحد وألحد بمعنى واحد هذا قول أهل اللغة إلا الأحمر فإنه حكى أنه يقال
ألحد إذا جادل ولحد إذا عدل ومال
قال سعيد بن مسعدة الباء زائدة والمعنى ومن يرد فيه إلحاد بظلم وهذا عند أبي العباس خطأ لأنه لا يزاد شئ لغير معنى والقول عنده أن يريد ما يدل على الإرادة فالمعنى ومن إرادته بأن يلحد بظلم كما قال الشاعر * أريد لأنسى ذكرها فكأنما * تمثل لي ليلى بكل سبيل * وحكى الفراء عن بعض القراء ومن يرد فيه بإلحاد من الورود وهذا بعيد لأنه إنما يقال وردته ولا يكاد يقال وردت فيه ٣٣ - وقوله جل وعز وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت ايه ٢٦