وقال الشيخ الشنقيطى :
﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ (٣) ﴾
ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أن من الناس بعضاً يجادل في الله بغير علم : أن يخاصم في الله بأن ينسب إليه ما لا يليق بجلاله وكماله، كالذي يَدَّعي له الأولاد والشركاء، ويقول إن القرآ، أساطير الأولين، ويقول : لا يمكن أن يحيي الله العظام الرميم، كالنضر بن الحارث، والعاص بن وائل، وأبي جهل بن هشام وأمثالهم من كفار مكة الذين جادلوا في الله ذلك الجدال الباطل بغير مستند، من علم عقلي، ولا نقلي، ومع جدالهم في الله ذلك الجدال الباطل يتبعون كل شيطان مريد : أي عاتٍ طاغٍ من شياطين الإنس والجن ﴿ كُتِبَ عَلَيْهِ ﴾ أي كتب الله عليه كتابه قدر وقضاء ﴿ أَنَّهُ مَن تَوَلاَّهُ ﴾ أي كل من صار ولياً له : أي للشيطان المريد المذكور، فإنه يضله عن طريق الجنة إلى النار، وعن طريق الإيمان إلى الكفر، ويهديه إلى عذاب السعير : أي النار الشديدة الوقود.


الصفحة التالية
Icon