المعنى وتراهم سكارى على التشبيه ﴿وَمَا هُم بسكارى﴾ على التحقيق، ولكن ما أرهقهم من هول عذاب الله تعالى هو الذي أذهب عقولهم وطير تمييزهم، وقال ابن عباس والحسن ونراهم سكارى من الخوف وما هم بسكارى من الشراب، فإن قلت لم قيل أولا ( ترون ) ثم قيل ( ترى ) على الإفراد ؟ قلنا لأن الرؤية أولاً علقت بالزلزلة، فجعل الناس جميعاً رائين لها، وهي معلقة آخراً بكون الناس على حال من السكر، فلا بد وأن يجعل كل واحد منهم رائياً لسائرهم.
المسألة الثالثة :
إن قيل أتقولون إن شدة ذلك اليوم تحصل لكل أحد أو لأهل النار خاصة ؟ قلنا قال قوم إن الفزع الأكبر وغيره يختص بأهل النار، وإن أهل الجنة يحشرون وهم آمنون.
وقيل بل يحصل للكل لأنه سبحانه لا اعتراض لأحد عليه في شيء من أفعاله، وليس لأحد عليه حق. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٣ صـ ٣ ـ ٦﴾