﴿المحسنين﴾، قيل : الذين لم يكونوا من أهل تلك الخطيئة، وقيل : المحسنين منهم، فقيل : معناه من أحسن منهم بعد ذلك زدناه ثواباً ودرجات، وقيل : معناه من كان محسناً منهم زدنا في إحسانه، ومن كان مسيئاً بعد ذلك زدناه ثواباً ودرجات، وقيل : معناه من كان محسناً منهم زدنا في إحسانه، ومن كان مسيئاً مخطئاً نغفر له خطيئته، وكانوا على هذين الصنفين، فأعلمهم الله أنهم إذا فعلوا ما أمروا به من دخولهم الباب سجداً وقولهم حطة يغفر ويضاعف ثواب محسنهم.
وقيل : المحسنون من دخل، كما أمر وقال : لا إله إلا الله، فتلخص أن المحسنين إما من غيرهم أو منهم.
فمنهم إما من اتصف بالإحسان في الماضي، أي كان محسناً، أو في المستقبل، أي من أحسن منهم بعد، أو في الحال، أي وسنزيدكم بإحسانكم في امتثالكم ما أمرتم به من دخول الباب سجداً والقول حطة.
وهذه الجملة معطوفة على :﴿وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم﴾، وليست معطوفة على نغفر فتكون جواباً، ألا تراها جاءت منقطعة عن العطف في الإعراف في قوله سنزيد ؟ وإن كانت من حيث المعنى لا من حيث الصناعة الإعرابية ترتيب على دخول الباب سجداً.
والقول حطة، لكنها أجريت مجرى الإخبار المحض الذي لم يرتب على شيء قبله. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ١ صـ ٣٨٢ ـ ٣٨٦﴾