وقوله تعالى :} وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً ﴿.. أي ادخلوا الباب وأنتم في منتهى الخضوع.. ﴾ وَقُولُواْ حِطَّةٌ ﴿ أي حط عنا ذنوبنا يا رب.. غير أنهم حتى في الأمر يغيرون مضمونه.. ويلبسون الحق بالباطل.. وهذه خاصية فيهم.. ولذلك دخلوا الباب وهم غير ساجدين.. دخلوه زاحفين على ظهورهم.. مع أن ما أمرهم الله به أقل مشقة مما فعلوه.. فكأن المخالفة لم تأت من أن أوامر الله شاقة.. ولكنها أتت من الرغبة في مخالفة أمر الخالق وبدلا من أن يقولوا حطة. أي حط عنا يا رب ذنوبنا قالوا حنطة والحنطة هي القمح.. ليطوعوا اللفظ لأغراضهم.. فكأن المسألة ليست عدم قدرة على الطاعة ولكن رغبة في المخالفة.
ومع أن الحق تبارك وتعالى وعدهم بالمغفرة والرحمة والزيادة للمحسنين.. فإنهم خالفوا وعصوا.. وقوله تعالى :﴾
وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿ يأتي في الآية الكريمة :{ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ ﴾[يونس : ٢٦]
أي لهم أجر مثل ما فعلوا أضعافا مضاعفة.. وما هي الزيادة ؟
أن يروا الله يوم القيامة. هذه هي الزيادة التي ليس لها نظير في الدنيا. أ هـ ﴿تفسير الشعراوى صـ ٣٥٠ ـ ٣٥١﴾


الصفحة التالية
Icon