والثالث : أنهم قالوا : حنطة حمراء فيها شعرة، قاله ابن مسعود.
والرابع : أنهم قالوا : حبة حنطة مثقوبة فيها شعيرة سوداء، قاله السدي عن أشياخه.
والخامس : أنهم قالوا سنبلاثا، قاله أبو صالح.
فاما الرجز ؛ فهو العذاب، قاله الكسائي وأبو عبيدة والزجاج.
وأنشدوا لرؤبة :
حتى وقمنا كيده بالرجز...
وفي ماهية هذا العذاب ثلاثة أقوال.
أحدها : أنه ظلمة وموت، مات منهم في ساعة واحدة، أربعة وعشرون ألفاً، وهلك سبعون ألفا عقوبة، قاله ابن عباس.
والثاني : أنه أصابهم الطاعون، عذبوا به أربعين ليلة ثم ماتوا، قاله وهب بن منبه.
والثالث : أنه الثلج، هلك به منهم سبعون ألفاً، قاله سعيد بن جبير. أ هـ ﴿زاد المسير حـ ١ صـ ٨٥ ـ ٨٦﴾
وقال القرطبى :
قوله تعالى ﴿فَبَدَّلَ الذين ظَلَمُواْ قَوْلاً﴾
فيه أربع مسائل :
الأولى : قوله تعالى :﴿فَبَدَّلَ الذين ظَلَمُواْ قَوْلاً﴾ " الذين" في موضع رفع ؛ أي فبدّل الظالمون منهم قولا غير الذي قيل لهم.
وذلك أنه قيل لهم : قولوا حِطّة ؛ فقالوا حنطة، على ما تقدم ؛ فزادوا حرفاً في الكلام فلقوا من البلاء ما لقوا ؛ تعريفاً أن الزيادة في الدِّين والابتداع في الشريعة عظيمة الخطر شديدة الضرر.
هذا في تغيير كلمة هي عبارة عن التوبة أوجبت كل ذلك من العذاب ؛ فما ظنك بتغيير ما هو من صفات المعبود! هذا والقول أنقص من العمل، فكيف بالتبديل والتغيير في الفعل.
الثانية : قوله تعالى :﴿فَبَدَّلَ﴾ تقدم معنى بدّل وأبدل ؛ وقُرىء " عَسَى رَبُّنَا أَنْ يُبْدِلَنَا" على الوجهين.
قال الجوهري : وأبدلت الشيء بغيره.
وبدّله الله من الخوف أمْناً.
وتبديل الشيء أيضاً تغييره وإن لم يأت ببدَل.
واستبدل الشيء بغيره، وتبدّله به إذا أخذه مكانه.
والمبادلة التبادل.
والأبدال : قوم من الصالحين لا تخلو الدنيا منهم ؛ إذا مات واحد منهم أبدل الله مكانه بآخر.
قال ابن دُرَيد : الواحد بديل.
والبدِيل : البدل.


الصفحة التالية
Icon