فكرر ذكر محبوبته ثلاثاً تفخيماً لها.
الرابعة : قوله تعالى :﴿رِجْزاً﴾ قراءة الجماعة " رِجْزاً" بكسر الراء، وابن مُحَيْصِن بضم الراء.
والرجز : العذاب ( بالزاي )، و ( بالسين ) : النَّتْن والقَذَر ؛ ومنه قوله تعالى :﴿فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إلى رِجْسِهِمْ﴾ [ التوبة : ١٢٥ ] أي نَتْناً إلى نَتْنِهم ؛ قاله الكِسائي.
وقال الفرّاء : الرَّجْز هو الرِّجْس.
قال أبو عبيد : كما يقال السُّدْغ والزُّدْغ، وكذا رِجْس ورِجْز بمعنًى.
قال الفرّاء : وذكر بعضهم أن الرُّجز ( بالضم ) : اسم صنم كانوا يعبدونه ؛ وقرىء بذلك في قوله تعالى :﴿والرجز فاهجر﴾ [ المدثر : ٥ ].
والرَّجَز ( بفتح الراي والجيم ) : نوع من الشِّعْر ؛ وأنكر الخليل أن يكون شِعراً.
وهو مشتق من الرَّجَز ؛ وهو داء يصيب الإبل في أعجازها، فإذا ثارت ارتعشت أفخاذها.
﴿بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾ أي بفسقهم.
والفِسْق الخروج، وقد تقدّم.
وقرأ ابن وَثّاب والنَّخَعِيّ :" يَفْسِقُونَ" بكسر السين. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١ صـ ٤١٥ ـ ٤١٧﴾
وقال أبو حيان :
﴿فبدّل الذين ظلموا﴾ : ظاهره انقسامهم إلى ظالمين وغير ظالمين، وأن الظالمين هم الذين بدلوا، فإن كان كلهم بدلوا، كان ذلك من وضع الظاهر موضع المضمر إشعاراً بالعلة، وكأنه قيل : فبدّلوا، لكنه أظهره تنبيهاً على علة التبديل، وهو الظلم، أي لولا ظلمهم ما بدلوا، والمبدّل به محذوف تقديره : فبدّل الذين ظلموا بقولهم حطة.
﴿قولاً غير الذي قيل لهم﴾ : ولما كان محذوفاً ناسب إضافة غير إلى الاسم الظاهر بعدها.
والذي قيل لهم هو أن يقولوا حطة، فلو لم يحذف لكان وجه الكلام فبدّل الذين ظلموا بقولهم حطة قولاً غيره، لكنه لما حذف أظهر مضافاً إليه غير ليدل، على أن المحذوف هو هذا المظهر، وهو الذي قيل لهم.
وهذا التقدير الذي قدرناه هو على وضع بدل إذ المجرور هو الزائل، والمنصوب هو الحاصل.


الصفحة التالية
Icon