فى البقرة وهو السؤال الخامس فإنما جئ بها هنا لأن المتقدم قبل هذه الآية من لدن قوله سبحانه :" يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم " إنما هى ألاء ونعم كما تقدم عددت عليهم على التفصيل شيئا بعد شئ فناسب ذلك عطف قضية الزيادة بالواو ليجرى على ما تقدم من تعداد الآلاء وضروب الإنعام بالعفو عن الزلات والامتنان بضروب الإحسان، لهذا القصد من احراز التعداد ورد :" وسنزيد " هنا بالواو ولم يكن ليحصل ذلط لو لم ترد الواو هنا وأما آية الأعراف فلم يرد قبلها ما ورد فى سورة البقرة وأما قوله :" فبدل الذين ظلموا قولا غير الذى قيل لهم " وفى الأعراف :" فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذى قيل لهم " فوجهه والله أعلم أن لفظ الذين ظلموا لفظ عام يحتمل التخصيص، والتخصيص يكون بدليل عقلى ودليل سمعى ومن المعلوم أن الامة من الناس والطائفة الكبيرة إذا خوطبوا بأمر أو نهى لم يكونوا فى تقلبه على حد سواء وهذا معلوم ويبين هذا فى هؤلاء المقصودين بهذا الإخبار قوله تعالى :" منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون " وقوله تعالى :" من أهل الكتاب أمة قائمة " وغير ذلك.
وإذا تأملت هذه الآية فهمت منها نفسها أنها ليست على عمومها، فزادت آية الأعراف تخصيصا سمعيا بما بعطيه حرف التبعيض فى قوله تعالى :" منهم " وآية الأعراف مخصصه للعموم البادى من آية البقرة ولهذا القصد من التخصيص ورد فى سورة البقرة :" فأنزلنا على الذين ظلموا " ولم يرد فيها فأنزلنا عليهم لأنه لو ورد كذلك لكان يتناول المتقدم ذكرهم على التعميم وليس مقصود فنحرز بقوله :" فأنزلنا على الذين ظلموا " أن المعذب هو الظالم من تقدم وجاء فى الأعراف :" عليهم " لتخصيص ذكر الظال بقوله :" منهم " فجاء كل على ما يجب.


الصفحة التالية
Icon