قال القاضي أبو محمد : و" القطع " على هذا التأويل ليس بالاختناق بل هو جزم السبب، وفي مصحف ابن مسعود " ثم ليقطعه " بهاء، والجمهور على أن القطع هنا هو الاختناق، وقال الخليل : وقطع الرجل إذا اختنق بحبل أو نحوه ثم ذكر الآية، وتحتمل الآية معنى آخر وهو أن يراد به الكفار وكل من يغتاظ بأن ينصره الله ويطمع أن لا ينصر قيل له من ظن أن هذا لا ينصر فليمت كمداً هو منصور لا محالة فليختنق هذا الظان غيظاً وكمداً ويؤيد هذا أن الطبري والنقاش قالا : ويقال نزلت في نفر من بني أسد وغطفان قالوا نخاف أن ينصر محمد فينقطع الذي بيننا وبين حلفائنا من يهود من المنافع، والمعنى الأول الذي قيل فيه للعابدين ﴿ على حرف ﴾ [ الحج : ١١ ] ليس بهذا ولكنه بمعنى من قلق واستبطأ النصر وظن أن محمداً لا ينصر فليختنق سفاهة إذ تعدى الأمر الذي حد له في الصبر وانتظار صنع الله، وقال مجاهد : الضمير في ﴿ ينصره ﴾ عائد على ﴿ من ﴾ والمعنى من كان من المتقلقين من المؤمنين.