وقال ابن الجوزى :
قوله تعالى :﴿ ذلك ﴾
قال الزجاج : المعنى : الأمر ذلك كما وصف لكم، والأجود أن يكون موضع "ذلك" رفعاً، ويجوز أن يكون نصباً على معنى : فعل الله ذلك بأنه هو الحق.
قوله تعالى :﴿ وأن الساعة ﴾ أي : ولتعلموا أن الساعة ﴿ آتية ﴾.
قوله تعالى :﴿ ومن الناس من يجادل ﴾ قد سبق بيانه.
وهذا مما نزل في النضر أيضاً.
والهدى : البيان والبرهان.
قوله تعالى :﴿ ثانيَ عِطفه ﴾ العِطف : الجانب.
وعِطفا الرجل : جانباه عن يمين وشمال، وهو الموضع الذي يعطفه الإِنسان ويلويه عند إِعراضه عن المشي.
قال الزجاج :"ثانيَ" منصوب على الحال، ومعناه : التنوين، معناه : ثانياً عِطفه.
وجاء في التفسير : أن معناه : لاوياً عنقه، وهذا يوصف به المتكبِّر، والمعنى : ومن الناس من يجادل بغير علم متكبِّراً.
قوله تعالى :﴿ ليُضلَّ ﴾ أي : ليصير أمره إِلى الضلال، فكأنَّه وإِن لم يقدَّر أنه يضل، فإن أمره يصير إِلى ذلك، ﴿ له في الدنيا خزي ﴾ وهو ما أصابه يوم بدر، وذلك أنه قُتل.
وما بعد هذا قد سبق تفسيره [ يونس : ٧٠ ] إِلى قوله تعالى :﴿ ومن الناس من يعبد الله على حرف ﴾ وفي سبب نزول هذه الآية قولان.
أحدهما : أن ناساً من العرب كان يأتون رسولَ الله ﷺ، فيقولون : نحن على دينك، فإن أصابوا معيشةً، ونُتِجَتْ خَيْلُهم، وَوَلَدَتْ نساؤُهم الغلمانَ اطمأنُّوا وقالوا : هذا دينُ حقٍّ، وإِنْ لم يَجْرِ الأمر على ذلك قالوا : هذا دين سوءٍ، فينقلبون عن دينهم، فنزلت هذه الآية، هذا معنى قول ابن عباس، وبه قال الأكثرون.
والثاني :" أن رجلاً من اليهود أسلم فذهب بصره وماله وولده، فتشاءم بالإِسلام، فأتى رسولَ الله ﷺ فقال : أقلني، فقال :"إِن الإِسلام لا يقال".


الصفحة التالية
Icon