﴿ لّيَشْهَدُواْ ﴾ متعلِّقٌ بيأتُوك، لا بأذِّنْ أي ليحضرُوا ﴿ منافع ﴾ عظيمةَ الخطرِ كثيرةَ العددِ أو نوعاً من المنافع الدِّينيَّةِ والدُّنيويَّةِ المختصَّةِ بهذه العبادة. واللاَّمُ في قوله تعالى :﴿ لَهُمْ ﴾ متعلِّقٌ بمحذوف هو صفة لمنافع أي منافع كائنةً لهم. ﴿ وَيَذْكُرُواْ اسم الله ﴾ عند إعداد الهَدَايا والضَّحايا وذبحها. وفي جعله غايةً للإتيانِ إيذانٌ بأنَّه الغاية القصوى دون غيرِه. وقيل هو كناية عن الذَّبحِ لأنَّه لا ينفكُّ عنه ﴿ فِى أَيَّامٍ معلومات ﴾ هي أيَّامُ النَّحرِ كما ينبىء عنه قوله تعالى :﴿ على مَا رَزَقَهُمْ مّن بَهِيمَةِ الأنعام ﴾ فإنَّ المراد بالذِّكرِ ما وقع عند الذَّبحِ. وقيل هي عشرُ ذي الحجَّةِ قد علِّق الفعلُ بالمرزوقِ وبُيِّنَ بالبهيمة تحريضاً على التَّقرُّبِ وتنبيهاً على الذِّكرِ ﴿ فَكُلُواْ مِنْهَا ﴾ التفاتٌ إلى الخطاب. والفاءُ فصيحةٌ عاطفة لمدخولِها على مقدَّرٍ قد حُذف للإشعار بأنَّه أمرٌ محقَّقٌ غير مُحتاجٍ إلى التَّصريح به كما في قوله تعالى :﴿ فانفجرت ﴾ أي فاذكرُوا اسمَ اللَّهِ على ضحاياكم فكلُوا من لحومِها. والأمرُ للإباحة وإزاحةِ ما كانت عليه أهلُ الجاهليَّةِ من التَّحرُّجِ فيه أو للنَّدبِ إلى مواساة الفُقراء ومساواتِهم ﴿ وَأَطْعِمُواْ البائس ﴾ أي الذي أصابه بُؤسٌ وشدَّةٌ ﴿ الفقير ﴾ المُحتاجَ وهذا الأمرُ للوجوب. وقد قيل به في الأوَّلِ أيضاً.