روي أنه صعد أبا قبيس فقال : يا أيها الناس حجوا بيت ربكم وتقدم قول من قال إنه خطاب للرسول ( ﷺ )، وقاله الحسن قال : أمر أن يفعل ذلك في حجة الوداع.
وقرأ الحسن وابن محيصن وآذن بمدة وتخفيف الذال.
قال ابن عطية : وتصحف هذا على ابن جني فإنه حكى عنهما ﴿ وأذن ﴾ على فعل ماض، وأعرب على ذلك بأن جعله عطفاً على ﴿ بوّأنا ﴾ انتهى.
وليس بتصحيف بل قد حكى أبو عبد الله الحسين بن خالويه في شواذ القراءات من جمعه.
وصاحب اللوامح أبو الفضل الرازي ذلك عن الحسن وأبن محيصن.
قال صاحب اللوامح : وهو عطف على ﴿ وإذ بوّأنا ﴾ فيصير في الكلام تقديم وتأخير، ويصير ﴿ يأتوك ﴾ جزماً على جواب الأمر الذي هو ﴿ وطهر ﴾ انتهى.
وقرأ ابن أبي إسحاق ﴿ بالحج ﴾ بكسر الحاء حيث وقع الجمهور بفتحها.
وقرأ الجمهور ﴿ رجالاً ﴾ وابن أبي إسحاق بضم الراء والتخفيف، وروي كذلك عن عكرمة والحسن وأبي مجلز، وهو اسم جمع كظؤار وروي عنهم وعن ابن عباس ومجاهد وجعفر بن محمد بضم الراء وتشديد الجيم.
وعن عكرمة أيضاً رجالى على وزن النعامى بألف التأنيث المقصورة، وكذلك مع تشديد الجيم عن ابن عباس وعطاء وابن حدير، ورجال جمع راجل كتاجر وتجار.
وقرأ الجمهور ﴿ يأتين ﴾ فالظاهر عود الضمير ﴿ على كل ضامر ﴾ لأن الغالب أن البلاد الشاسعة لا يتوصل منها إلى مكة بالركوب، وقد يجوز أن يكون الضمير يشمل ﴿ رجالاً ﴾ و﴿ كل ضامر ﴾ على معنى الجماعات والرفاق.
وقرأ عبد الله وأصحابه والضحاك وابن أبي عبلة يأتون غلب العقلاء الذكور في البداءة برجال تفضيلاً للمشاة إلى الحج.


الصفحة التالية
Icon