أما قوله تعالى :﴿ثُمَّ مَحِلُّهَا إلى البيت العتيق﴾ فالمعنى أن لكم في الهدايا منافع كثيرة في دنياكم ودينكم وأعظم هذه المنافع محلها إلى البيت العتيق أي وجوب نحرها أو وقت وجوب نحرها منتهية إلى البيت، كقوله :﴿هَدْياً بالغ الكعبة﴾ [ المائدة : ٩٥ ] وبالجملة فقوله :﴿مَحِلُّهَا﴾ يعني حيث يحل نحرها، وأما البيت العتيق فالمراد به الحرم كله، ودليله قوله تعالى :﴿فَلاَ يَقْرَبُواْ المسجد الحرام بَعْدَ عَامِهِمْ هذا﴾ [ التوبة : ٢٨ ] أي الحرم كله فالمنحر على هذا القول كل مكة، ولكنها تنزهت عن الدماء إلى منى ومنى من مكة، قال عليه السلام :" كل فجاج مكة منحر وكل فجاج منى منحر " قال القفال هذا إنما يختص بالهدايا التي بلغت منى فأما الهدي المتطوع به إذا عطب قبل بلوغ مكة فإن محله موضعه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٢٣ صـ ٢٨ ـ ٣٠﴾


الصفحة التالية
Icon