ولما نبه على ما فيها من النفع الديني، نبه على ما هو أعم منه فقال :﴿لكم فيها خير﴾ بالتسخير الذي هو من منافع الدنيا، والتقريب الذي هو من منافع الآخرة ؛ روى الترميذي وحسنه وابن ماجة عن عائشة ـ رضى الله عنهم ـ ا أن النبي صلى الله علية وسلم قال :" ما عمل ابن آدم يوم النحر عملاً أحب إلى الله من هراقة الدم، وإنه ليؤتى يوم القيامة بقرونها وأظلافها وأشعارها، وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفساً " والدارقطني في السنن عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ قال :" قال رسول الله ـ ﷺ ـ :" ما أنفقت الورق في شيء أفضل من نحيرة في يوم عيد "
ولما ذكر ما فيها، سبب عنه الشكر فقال :﴿فاذكروا اسم الله﴾ أي الذي لا سمي له ﴿عليها﴾ أي على ذبحها بالتكبير، حال كونها ﴿صواف﴾ قياماً معقلة الأيدي اليسرى، فلولا تعظيمه بامتثال شرائعه، ما شرع لكم ذبحها وسلطكم عليها مع أنها أعظم منكم جرماً وأقوى ﴿فإذا وجبت جنوبها﴾ أي سقطت سقوطاً بردت به بزوال أرواحها فلا حركة لها أصلاً، قال ابن كثير وقد جاء في حديث مرفوع " ولا تعجلوا النفس أن تزهق " وقد وراه الثوري في جامعه عن أيوب عن يحيى بن أبي كثير عن فرافصة الحنفي عن عمر بن الخطاب ـ رضى الله عنهم ـ أنه قال ذلك.