أما قوله تعالى :﴿الذين أُخْرِجُواْ مِن ديارهم بِغَيْرِ حَقّ﴾ فاعلم أنه تعالى لما بين أنهم إنما أذنوا في القتال لأجل أنهم ظلموا فبين ذلك الظلم بقوله :﴿الذين أُخْرِجُواْ مِن ديارهم بِغَيْرِ حَقّ إِلاَّ أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا الله﴾ فبين تعالى ظلمهم لهم بهذين الوجهين : أحدهما : أنهم أخرجوهم من ديارهم والثاني : أنهم أخرجوهم بسبب أنهم قالوا :﴿رَبُّنَا الله﴾ وكل واحد من الوجهين عظيم في الظلم، فإن قيل كيف استثنى من غير حق قولهم :﴿رَبُّنَا الله﴾ وهو من الحق ؟ قلنا تقدير الكلام أنهم أخرجوا بغير موجب سوى التوحيد الذي ينبغي أن يكون موجب الإقرار والتمكين لا موجب الإخراج والتسيير، ومثله ﴿هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ ءامَنَّا بالله﴾ [ المائدة : ٥٩ ] ثم بين سبحانه بقوله :﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ الله الناس بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّهُدّمَتْ﴾ أن عادته جل جلاله أن يحفظ دينه بهذا الأمر قرأ نافع ﴿لَّهُدّمَتْ﴾ بالتخفيف وقرأ الباقون بالتشديد وههنا سؤالات :


الصفحة التالية
Icon