وقال أبو حيان :
﴿ وإن يكذبوك ﴾ الآية فيها تسلية للرسول بتكذيب من سبق من الأمم المذكورة لأنبيائهم، ووعيد لقريش إذ مثلهم بالأمم المكذبة المعذبة وأسند الفعل بعلامة التأنيث من حيث أراد الأمة والقبيلة، وبنى الفعل للمفعول في ﴿ وكذب موسى ﴾ أن قومه لم يكذبوه وإنما كذبه القبط ﴿ فأمليت للكافرين ﴾ أي أمهلت لهم وأخرت عنهم العذاب مع علمي بفعلهم، وفي قوله ﴿ فأمليت للكافرين ﴾ ترتيب الإملاء على وصف الكفر، فكذلك قريش أملى تعالى لهم ثم أخذهم في غزوة بدر وفي فتح مكة وغيرهما، والأخذ كناية عن العقاب والإهلاك، النكير مصدر كالندير المراد به المصدر، والمعنى فكيف كان إنكاري عليهم وتبديل حالهم الحسنة بالسيئة وحياتهم بالهلاك ومعمورهم بالخراب؟ وهذا استفهام يصحبه معنى التعجب، كأنه قيل : ما أشد ما كان إنكاري عليهم وفي الجملة إرهاب لقريش. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٦ صـ ﴾