وقال ابن عطية :
وقوله تعالى :﴿ ذلك ﴾، إلى قوله ﴿ الكبير ﴾ المعنى الأمر ذلك، ثم أخبر تعالى عمن عاقب من المؤمنين من ظلمه من الكفرة ووعد المبغي عليه بأنه ينصره وسمي الذنب في هذه الآية باسم العقوبة كما تسمى العقوبة كثيراً الذنب وهذا كله تجوز واتساع، وذكر أن هذه الآية نزلت في قوم من المؤمنين لقيهم كفار في أشهر الحرم فأبى المؤمنون من قتالهم وأبى المشركون إلا القتال فلما اقتتلوا جد المؤمنون ونصرهم الله، فنزلت هذه الاية فيهم، وقوله ﴿ ذلك بأن الله يولج الليل في النهار ﴾، معناها نصر الله أولياءه ومن بغي عليه بأنه القادر على العظائم الذي لا تضاهى قدرته فأوجزت العبارة بأن أشار ب ﴿ ذلك ﴾ إلى النصر وعبر عن القدرة بتفصيلها فذكر منها مثلاً لا يدعى لغير الله تعالى، وجعل تقصير الليل وزيادة النهار وعكسهما إيلاجاً تجوزاً وتشبيهاً، وقوله ﴿ ذلك بأن الله هو الحق ﴾ معناه نحو ما ذكرناه، وقرأت فرقة " وأن " بفتح الألف، وقرأت فرقة " وإن " بكسر الألف، وقرأت فرقة " تدعون " بالتاء من فوق، وقرأت فرقة " يدعون " والإشارة بما يدعى من دونه، قالت فرقة هي إلى الشيطان، وقالت فرقة هي إلى الأصنام والعموم هنا حسن. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon