وفي قوله : ومراتب استحقاقهم دسيسة الاعتزال، والتسوية في الوعد بالرزق لا تدل على تفضيل في قدر المعطى، ولا تسوية فإن يكن تفضيل فمن دليل آخر وظاهر الشريعة أن المقتول أفضل.
وقيل : المقتول والميت في سبيل الله شهيدان.
والرزق الحسن يحتمل أن يراد به رزق الشهداء في البرزخ، ويحتمل أنه بعد يوم القيامة في الجنة وهو النعيم فيها.
وقال الكلبي : هو الغنيمة.
وقال الأصلم : هو العلم والفهم كقول شعيب ﴿ ورزقني منه رزقاً حسناً ﴾ وضعف هذان القولان لأنه تعالى جعل الرزق الحسن جزاء على قتلهم في سبيل الله أو موتهم بعد هجرتهم، وبعد ذلك لا يكون الرزق في الدنيا.
والظاهر أن ﴿ خير الرازقين ﴾ أفعل تفضيل، والتفاوت أنه تعالى مختص بأن يرزق بما لا يقدر عليه غيره تعالى، وبأنه الأصل في الرزق وغيره إنما يرزق بماله من الرزق من جهة الله.
ولما ذكر الرزق ذكر المسكن فقال ﴿ ليدخلنهم مدخلاً يرضونه ﴾ وهو الجنة يرضونه يختارونه إذ فيه رضاهم كما قال ﴿ لا يبغون عنها حولاً ﴾ وتقدم الخلاف في القراءة بضم الميم أو فتحها في النساء، والأولى أن يكون يراد بالمدخل مكان الدخول أو مكان الإدخال، ويحتمل أن يكون مصدراً. أ هـ ﴿البحر المحيط حـ ٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon