﴿ لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُّدْخَلاً يَرْضَوْنَهُ ﴾ استئناف مقرر لمضمون قوله سبحانه :﴿ لَيَرْزُقَنَّهُمُ الله ﴾ [ الحج : ٥٨ ] أو بدل منه مقصود منه تأكيده.
و﴿ مُّدْخَلاً ﴾ إما اسم مكان أريد به الجنة كما قال السدي وغيره أو درجات فيها مخصوصة بأولئك المهاجرين كما قيل، وقيل هو خيمة من درة بيضاء لا فصم فيها ولا وصم لها سبعون ألف مصراع، أو مصدر ميمي، وهو على الاحتمال الأول مفعول ثان للإدخال وعلى الثاني مفعول مطلق، ووصفه بيرضونه على الاحتمالين لما أنهم يرون إذا أدخلوا ما لا عين رأيت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بسر، وقيل على الثاني : إن رضاهم لما أن إدخالهم من غير مشقة تنالهم بل براحة واحترام.
وقرأ أهل المدينة ﴿ مُّدْخَلاً ﴾ بالفتح والباقون بالضم ﴿ وَإِنَّ الله لَعَلِيمٌ ﴾ بالذي يرضيهم فيعطيهم إياه أو لعليم بأحوالهم وأحوال أعدائهم الذين هاجروا لجهادهم ﴿ حَلِيمٌ ﴾ فلا يعاجل أعداءهم بالعقوبة، وبهذا يظهر مناسبة هذا الوصف لما قبله وفيه أيضاً مناسبة لما بعد ﴿ ذلك ﴾ قد حقق أمره. أ هـ ﴿روح المعانى حـ ١٧ صـ ﴾