وقال الشيخ الشنقيطى :
قوله تعالى :﴿ الله يَصْطَفِي مِنَ الملائكة رُسُلاً وَمِنَ الناس ﴾.
بين الله جل وعلا في هذه الآية الكريمة : أنه يصطفي أي يختار رسلاً من الملائكة، ومن الناس فرسل الناس لإبلاغ الوحين ورسل الملائكة لذلك أيضاً، وقد يرسلهم لغيره، وهذا الذي ذكره هنا من اصطفائه الرسل منهما جاء واضحاً في غير هذا الموضع، كقوله في رسل الملائكة ﴿ الحمد للَّهِ فَاطِرِ السماوات والأرض جَاعِلِ الملائكة رُسُلاً أولي أَجْنِحَةٍ مثنى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ ﴾ [ فاطر : ١ ] الآية. وقوله في جبريل ﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾ [ التكوير : ١٩ ] ومن ذكره إرسال الملائكة بغير الوحي قوله تعالى :﴿ وَهُوَ القاهر فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُم حَفَظَةً حتى إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ الموت تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ ﴾ [ الأنعام : ٦١ ] وكقوله في رسل بني آدم ﴿ الله أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ﴾ [ الأنعام : ١٢٤ ] وقوله ﴿ تِلْكَ الرسل فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ ﴾ [ البقرة : ٢٥٣ ] الآية، وقوله ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً ﴾ [ النحل : ٣٦ ] الآية. أ هـ ﴿أضواء البيان حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية