وإن الرحمة تطغيهم، وكشف الضر يعميهم، (ولقد أخذناهم بالعذاب فما استكانوا لربهم وما يتضرعون، وإنهم يتحيرون إذا أنزل الله تعالى عليهم
عذابا.
ومن بعد ذلك يبين سبحانه فضل الإنشاء، وقدرته فى الإحياء والإماتة، واختلاف الليل والنهار :(أفلا تتقون )، بل قالوا مثل ما قال الأولون :( قَالُوا أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٨٢) لَقَدْ وُعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِنْ قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلَّا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ (٨٣).
يوجه سبحانه وتعالى أنظارهم إلى خلق السموات والأرض وما فيهما، ومن رب السموات السبع والأرض ورب العرش، ومن بيده ملكوت كل شىء وهو يجير
ولا يجار عليه وسيقولون فى كل هذه الأسئلة المنبهة بأنها لله سبحانه وتعالى :( سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ (٨٧) قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٨٨) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (٨٩) بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (٩٠) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (٩١) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (٩٢).


الصفحة التالية
Icon