والشوط الأخير يدعهم وشركهم وزعمهم ; ويتوجه بالخطاب إلى رسول الله ( ﷺ ) أن يدفع السيئة بالتي هي أحسن، وأن يستعيذ بالله من الشياطين، فلا يغضب ولا يضيق صدره بما يقولون.. وإلى جوار هذا مشهد من مشاهد القيامة يصور ما ينتظرهم هناك من عذاب ومهانة وتأنيب.. وتختم السورة بتنزيه الله سبحانه:(فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم). وبنفي الفلاح عن الكافرين في مقابل تقرير الفلاح في أول السورة للمؤمنين:(ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه، إنه لا يفلح الكافرون). وبالتوجه إلى الله طلبا للرحمة والغفران:(وقل: رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين).
جو السورة كلها هو جو البيان والتقرير، وجو الجدل الهادى ء، والمنطق الوجداني، واللمسات الموحية للفكر والضمير. والظل الذي يغلب عليها هو الظل الذي يلقيه موضوعها.. الإيمان.. ففي مطلعها مشهد الخشوع في الصلاة:(الذين هم في صلاتهم خاشعون). وفي صفات المؤمنين في وسطها:(والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون).. وفي اللمسات الوجدانية:(وهو الذي أنشأ لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلا ما تشكرون).
وكلها مظللة بذلك الظل الإيماني اللطيف. أ هـ ﴿الظلال حـ ٤ صـ ٢٤٥٢ ـ ٢٤٥٣﴾