وأعلم أن المصلي إذا عرف نفسه أنه واقف بين يدي اللّه العظيم بالغ في الخشوع والخضوع والخوف، فقد ذكر البغوي أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم أبصر رجلا يعبث بلحيته في الصلاة، فقال لو خشع قلبه لخشعت جوارحه.
وأخرج الحكيم الترمذي من طريق القاسم بن محمد عن أسماء بنت أبي بكر عن أم رومان والدة عائشة رضي اللّه عنها قالت : رآني أبو بكر أتميل في صلاتي فزجرني زجرة كدت أنصرف من صلاتي، ثم قال سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول إذا قام أحدكم في الصلاة فليسكن أطرافه لا يتميّل تميل اليهود، فإن سكون الأطراف في الصلاة من تمام الصلاة.
ومن الخشوع عدم كفّ الثوب والتمطي والتثاؤب والتغطية للفم والسدل والفرقعة والتشبيك وتقليب ما يسجد عليه، ومهما أمكن أن لا يخطر في قلبه غير ما هو فيه، وان يتعلق بالآخرة، لأن الخشوع محله القلب ويظهر عدمه بحركات الجوارح وهو من السنن المؤكدة في الصلاة.
وقال بعض العلماء بوجوبه وفرضيته.
قال تعالى "وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ" هو كل كلام ساقط من هزل وشتم وكذب وما لا يعتد به من الكلام، والذي يصدر عن غير رويّة وفكر باطلا أو غير باطل.
راجع ما بيناه في هذه في الآية ٧٢ من سورة الفرقان ج ١ وفي الآية ٦٧ من سورة الأنعام المارة، وله صلة في الآية ١١ من سورة النور في ج ٣، "مُعْرِضُونَ" ٣ في عامة أوقاتهم وفي الصلاة خاصة ليحصل لهم فيها الفعل والترك الشاقّين على النفس


الصفحة التالية
Icon