روي أنه قيل له عليه السلام إذا فار التنور اركب أنت ومن معكم وكان تنور آدم عليه السلام فصار إلى نوح عليه السلام فلما نبع منه الماء أخبرته امرأته فركبوا.
واختلفوا في مكانه فقيل كان في مسجد الكوفة أي في موضعه عن يمين الداخل من باب كندة اليوم، وقيل : كان في عين وردة من الشام، وقيل : بالجزيرة قريباً من الموصل، وقيل : التنور وجه الأرض، وقيل : فار التنور مثل كحمى الوطيس، وعن علي كرم الله تعالى وجهه أنه فسر ﴿ وَفَارَ التنور ﴾ بطلع الفجر فقيل : معناه إن فوران التنور كان عند طلوع الفجر وفيه بعد، وتمام الكلام في ذلك قد تقدم لك.
﴿ فاسلك فِيهَا ﴾ أي أدخل فيها يقال سلك فيه أي دخل فيه وسلكه فيه أي أدخله فيه، ومنه قوله تعالى :﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِى سَقَرَ ﴾ [ المدثر : ٤٢ ] ﴿ مِن كُلّ ﴾ أي من كل أمة ﴿ زَوْجَيْنِ ﴾ أي فردين مزدوجين كما يعرب عنه قوله تعالى :﴿ اثنين ﴾ فإنه ظاهر في الفردين دون الجمعين.
وقرأ أكثر القراء من ﴿ كُلّ زَوْجَيْنِ ﴾ بالإضافة على أن المفعول ﴿ اثنين ﴾ أي لسلك من كل أمتي الذكر والأنثى واحدين مزدوجين كجمل وناقة وحصان ورمكة.
روي أنه عليه السلام لم يحمل في الفلك من ذلك إلا ما يلد ويبيض وأما ما يتولد من العفونات كالبق والذباب والدود فلم يحمل شيئاً منه، ولعل نحو البغال ملحقة في عدم الحمل بهذا الجنس لأنه يحصل بالتوالد من نوعين فالحمل منهما مغن عن الحمل منه إذا كان الحمل لئلا ينقطع النوع كما هو الظاهر فيحتاج إلى خلق جديد كما خلق في ابتداء الأمر.