وقال القاسمى :
﴿ قَالَ ﴾ أي : بعد ما أيس من إيمانهم :﴿ رَبِّ انْصُرْنِي بِمَا كَذَّبُونِ فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا ﴾ أي : ملتبساً بحفظنا وكلاءتنا، لا تلحقها آفة ولا يعترضها نقص عبر بكثرة آلة الحس التي بها يحفظ الشيء، ويراعى من الاختلال والزيغ، عن المبالغة في الحفظ والرعاية، على طريق التمثيل، وقيل : المعنى بمرأى منا ومشهد في حفظنا وكلاءتنا. بناء على أن المراد بالعين البصر، وأنه يسمى البصر عيناً لأجل أنه مما يتعلق به ويقوم به. من باب تسمية الشيء باسم محله. وباسم ما هو قائم به.
قال الإمام ابن فورك في " متشابه الحديث " - بعد حكاية نحو ما تقدم - : وقد اختلف أصحابنا فيما يثبت لله عزّ وجلّ من الوصف له بالعين. فمنهم من قال : إن المراد به البصر والرؤية. ومنهم من قال : إن طريق إثباتها صفة لله تعالى بالسمع. وسبيل القول فيها كسبيل القول في اليد والوجه. انتهى.