ونحو هذا. وقالت فرقة : التقدير " تنبت " جناها ومعه الدهن فالمفعول محذوف قاله أبو علي الفارسي أيضاً وقد قيل نبت وأنبت بمعنى فيكون الفعل كما مضى في قراءة الجمهور والأصمعي ينكر البيت ويتهم قصيدة زهير التي فيها أَنبت البقل، وقرأ الزهري والحسن والأعرج " تُنبَتُ " برفع التاء ونصب الباء قال أَبو الفتح هي باء الحال أي تنبت ومعها دهنها وفي قراءة ابن مسعود تخرج بالدهن وهي أيضاً باء الحال وقرأ زر بن حبيش " تُنبِت " بضم التاء وكسر الباء " الدهن " بحذف الباء ونصبه وقرأ سليمان بن عبد الملك والأشهب " بالدهان " بالألف والمراد في هذه الآية تعديد نعمة الزيت على الإنسان وهي من أركان النعم التي لا غنى بالصحة عنها ويدخل في معنى الزيتونة شجر الزيت كله على اختلافه بحسب الأقطار وقرأت فرقة، " وصبغ "، وقرأت فرقة " وأصباغ " بالجمع، وقرأ عامر بن عبد قيس، " ومتاعاً للآكلين ".
﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً ﴾
﴿ الأنعام ﴾ هي الإبل والبقر والضأن والمعز و" العبرة " في خلقتها وسائر اخبارها، وقرأ الجمهور " نُسقيكم " بضم النون من أسقى، ورويت عن عاصم، وقرأ نافع وعاصم وابن عامر " نَسقيكم " بفتح النون من سقى، فمن الناس من قال هما لغتان بمعنى، ومنهم من قال سقيته إذا أعطيته للشفة وأسقيته إذا جعلت له سقياً لأرض أو ثمرة ونحوه، فكأن الله تعالى جعل الأنعام لعبيده سقياً يشربون وينتجعون، وقرأ أبو جعفر " تسقيكم " بالتاء من فوق أَي تسقيكم الأنعام، و" المنافع " الحمل عليها وجلودها وأصوافها وأوبارها وغير ذلك مما يطول عده، و﴿ الفلك ﴾، السفن واحدها فلك الحركات في الواحد كحركات قفل والحركات في الجمع كحركات أسد وكتب. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon