يقال سلك وأسلك بمعنى، وقرأ حفص " من كلٍّ " بتنوين " كلٍّ "، وقرأ الباقون وأَبو بكر عن عاصم بإضافة " كلِّ " دون تنوين و" الزوجان " كل ما شأنه الاصطحاب من كل شيء كالذكر والأنثى من الحيوان ونحو النعال وغيرها كل واحد زوج للآخر هذا موقع اللفظة في اللغة، والعدديون يوقعون الزوج على الاثنين وعلى هذا أمر استعمال العامة للزوج، وقوله ﴿ وأهلك ﴾ يريد قرابته ثم استثنى ﴿ من سبق عليه القول ﴾ بأنه كافر وهو ابنه وأمرأته، ثم أمر نوح عليه السلام أَن لا يراجع ربه ولا يخاطبه شافعاً في أَحد من الظالمين، والإشارة إلى من استثنى إذ العرف من البشر الحنو على الأهل، ثم أمره تعالى بأَن يحمد ربه على النجاة من الظلمة عن استوائه وتمكنه في الفلك، ثم أمر بالدعاء في بركة المنزل، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر " مَنزِلاً " بفتح الميم وكسر الزاي وهو موضع النزول، وقرأ الباقون وحفص عن عاصم " مُنزَلاً " وهو مصدر بمعنى الإنزال بضم الميم وفتح الزاي، ويجوز أَن يراد موضع النزول وقوله ﴿ إن في ذلك لآيات ﴾، خطاب لمحمد ﷺ أي أَن فيما جرى على هذه الأمم لعبراً ودلائل لمن له نظر وعقل، ثم أخبر أَنه تعالى يبتلي عباده الزمن بعد الزمن على جهة الوعيد لكفار قريش بهذا الإخبار، و﴿ إن ﴾ عند سيبويه هي المخففة من الثقيلة واللام لام تأكيد، والفراء يقول ﴿ إن ﴾ نافية واللام بمعنى إلا و﴿ لمبتلين ﴾ معناه لمصيبين ببلاء ومختبرين اختباراً يؤدي إلى ذلك. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾