وقال ابن عطية :
﴿ وَقُلْ رَّبّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشياطين ﴾
قال الفقيه الإمام القاضي : هذه الطرفان وفي هذه عدة للنبي ﷺ أي اشتغل بهذا وكل تعذيبهم والنقمة منهم إلينا وأمره بالتعوذ من الشيطان في " همزاته " وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه، وكأنها هي التي كانت تصيب المؤمنين مع الكفار فتقع المحادة، فلذلك اتصلت بهذه الآية، وقال ابن زيد :" همز الشيطان " الجنون.
قال الفقيه الإمام القاضي : وفي مصنف أبي داود أن رسول الله ﷺ قال :" اللهم إني أعوذ بك من الشيطان، همزه ونفخه ونفثه " قال أبو داود همزه الموتة وهي الجنون ونفخه الكبر ونفثه السحر.
قال الفقيه الإمام القاضي : والنزعات وسورات الغضب من الشيطان وهي المتعوذ منها في الآية، والتعوذ من الجنون أيضاً وكيد، وفي قراءة أبي بن كعب " ربي عائذاً بك من همزات الشيطان وعائذاً بك رب أن يحضرون "، وقوله ﴿ أن يحضرون ﴾ أن يكونوا معي في أموري فإنهم إذا حضروا الإنسان كانوا معدين للهمز فإذا لم يكن حضور فلا همز.
قال الفقيه الإمام القاضي : وأصل الهمز الدفع والوخز بيد وغيرها ومنه همز الخيل وهمز الناس باللسان وقيل لبعض العرب أتهمز الفأرة، سئل بذلك عن اللفظة فظن أن المراد شخص الفأرة فقال الهر يهمزها.
﴿ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (٩٩) ﴾


الصفحة التالية
Icon