﴿ حتى ﴾ في هذا الموضع حرف ابتداء ويحتمل أن تكون غاية مجردة بتقدير كلام محذوف، والأول أبين لأن ما بعدها هو المعنيّ به المقصود ذكره، والضمير في قوله ﴿ أحدهم ﴾ للكفار، وقوله ﴿ ارجعون ﴾ معناه إلى الحياة الدنيا، وجمع الضمير يتخرج على معنيين إما أن يخاطبه مخاطبة الجمع تعظيماً على نحو إخباره تعالى عن نفسه بنون الجماعة في غير موضع، وإما أن تكون استغاثة بربه اولاً ثم خاطب ملائكة العذاب بقوله ﴿ ارجعون ﴾، وقال الضحاك هي من المشرك، وقال النبي ﷺ، لعائشة " إذا عاين المؤمن قالت الملائكة نرجعك فيقول إلى دار الهموم والأحزان بل قدماً إلى الله وأما الكافر فيقول ﴿ ارجعون لعلي أعمل صالحاً ﴾ "، وقرأ الحسن والجمهور " لعلي " بسكون الياء، وقرأ طلحة بن مصرف " لعليَ " بفتح الياء، و﴿ كلا ﴾ رد وزجر وهي من كلام الله تعالى، وقوله ﴿ إنها كلمة هو قائلها ﴾ يحتمل ثلاثة معان : أحدهما الإخبار المؤكد بأن هذا الشيء يقع ويقول هذه الكلمة، والآخر أن يكون المعنى إنها كلمة لا تغني أكثر من أن يقولها ولا نفع له فيها ولا غوث، والثالث أن تكون إشارة إلى أنه لو رد لعاد فتكون آية ذم لهم، والضمير في ﴿ ورائهم ﴾ للكفار أي يأتي بعد موتهم حاجز من المدة و" البرزخ "، في كلام العرب الحاجز بين المسافتين، ثم يستعار لما عدا ذلك فهو هنا للمدة التي بين موت الإنسان وبين بعثه، هذا إجماع من المفسرين، وقرأ الجمهور " في الصور " وهو القرن، وقرأ ابن عباس " الصوَر " بفتح الواو جمع صورة، و﴿ يوم ﴾ مضاف إلى ﴿ يبعثون ﴾. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon