الصادق.
وما أشرنا إليه من انفهام قضية شرطية من الآية ظاهر جداً على ما ذهب إليه الفراء فقد قال : إن إذاً حيث جاءت بعدها اللام فقبلها لو مقدرة إن لم تكن ظاهرة نحو ﴿ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إله بِمَا خَلَقَ ﴾ فكأنه قيل : لو كان معه ءالهة كما تزعمون لذهب كل الخ.
وقال أبو حيان : إذا حرف جواب وجزاء ويقدر قسم يكون ﴿ لَذَهَبَ ﴾ جواباً له، والتقدير والله إذا أي إن كان معه من إله لذهب وهو في معنى ليذهبن كقوله تعالى :﴿ وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرّاً لَّظَلُّواْ ﴾ [ الروم : ٥١ ] أي ليظلن لأن إذاً تقتضي الاستقبال وهو كما ترى، وقد يقال : إن إذا هذه ليست الكلمة المعهودة وإنما هي إذاً الشرطية حذفت جملتها التي تضاف إليها وعوض عنها التنوين كما في يومئذ والأصل إذا كان معه من إله لذهب الخ، والتعبير بإذا من قبيل مجاراة الخصم، وقيل :﴿ كُلُّ إله ﴾ لما أن النفي عام يفيد استغراق الجنس و﴿ مَا ﴾ في ﴿ بِمَا خَلَقَ ﴾ موصولة حذف عائدها كما أشرنا إليه.
وجوز أن تكون مصدرية ويحتاج إلى نوع تكلف لا يخفى.
ولم يستدل على انتفاء اتخاذ الولد إما لغاية ظهور فساده أو للاكتفاء بالدليل الذي أقيم على انتفاء أن يكون معه سبحانه إله بناء على ما قيل إن ابن الإله يلزم أن يكون إلهاً إذ الولد يكون من جنس الوالد وجوهره وفيه بحث ﴿ سبحان الله عَمَّا يَصِفُونَ ﴾ مبالغة في تنزيهه تعالى عن الولد والشريك، وما موصولة وجوز أن تكون مصدرية.
وقرىء ﴿ تَصِفُونَ ﴾ بتاء الخطاب.
﴿ عالم الغيب والشهادة ﴾ أي كل غيب وشهادة، وجر ﴿ عالم ﴾ على أنه بدل من الاسم الجليل أو صفة له لأنه أريد به الثبوت والاستمرار فيتعرف بالإضافة.
وقر أجماعة من السبعة.


الصفحة التالية
Icon