في غيره لأنه في غير تناصر بل في التلاوم والتعاتب والتخاصم على أن المقامات في ذلك اليوم طويلة وكثيرة، فالمقالات والأحوال لأجل ذلك متباينة وكثيرة، وسيأتي عن ابن عباس ـ رضى الله عنهما ـ في سورة الصافات نحو ذلك.
ولما جرت العادة بأن المعذب بالفعل يضم إليه القيل، أجيب من قد يسأل عن ذلك بقوله :﴿ألم﴾ أي يقال لهم في تأنيبهم وتوبيخهم : ألم ﴿تكن آياتي﴾ التي انتهى عظمها إلى أعلى المراتب بإضافتها إليّ.
ولما كان مجرد ذكرها كافياً في الإيمان، نبه على ذلك بالبناء للمفعول :﴿تتلى عليكم﴾ أي تتابع لكم قراءتها في الدنيا شيئاً فشيئاً.
ولما كانت سبباً للإيمان فجعلوها سبباً للكفران، قال :﴿فكنتم﴾ أي كوناً أنتم عريقون فيه ﴿بها تكذبون﴾ وقدم الظرف للإعلام بمبالغتهم في التكذيب. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٥ صـ ٢٢٢ ـ ٢٢٣﴾