قال القاضي أبو محمد : ألا ترى إلى إجماع القراء على ضم السين في قوله ﴿ لتخذ بعضهم بعضاً سخرياً ﴾ [ الزخرف : ٣٢ ] لما تخلص الأمر للتخديم، قال يونس إذا أريد التخديم فضم السين لا غير، وإذا أريد تخلص الاستهزاء فالضم والكسر، وقرأ أصحاب عبد الله والأعرج وابن أبي إسحاق كل ما في القرآن بضم السين، وقرأ الحسن وأبو عمرو كل ما في القرآن بالكسر إلا التي في الزخرف فإنهما ضما السين كما فعل الناس لأنها من التخديم، وأضاف " الإنسان " إلى " الفريق " من حيث كان بسببهم والمعنى أن اشتغالهم بالهزء بهؤلاء أنساهم ما ينفعهم، وقرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر " أنهم هم الفائزون " بفتح الألف، ف ﴿ جزيتهم ﴾ عامل في " أن "، ويجوز أن يعمل في مفعول محذوف ويكون التقدير لأنهم، وقرأ حمزة والكسائي وخارجة عن نافع " إنهم " بكسر الألف فالمفعول الثاني ل " جزية " مقدر تقديره الجنة أو الرضوان، و﴿ الفائزون ﴾ المنتهون إلى غايتهم التي كانت أملهم، ومعنى الفوز النجاة من هلكة إلى نعمة. أ هـ ﴿المحرر الوجيز حـ ٤ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon