لتصدقني فو اللّه ما أجد لي ولكم مثلا
إلا أبا يوسف إذ قال فصبر جميل واللّه المستعان على ما تصفون، ثم تحولت واضطجعت على فراشي وظننت بأن الرّسول سيرى رؤيا ببراءتي لا أن ينزل اللّه فيّ قرآنا، لأني أحقر من أن يتكلم اللّه فيّ قالت واللّه مارام رسول اللّه مجلسه ولا خرج أحد من البيت حتى أنزل اللّه هذه الآيات، فقال أبشري يا عائشة أما اللّه فقد براك، فقالت أمي قومي إلى رسول اللّه (أي لتقدم لحضرته الشّكر اللائق بمقامه تجاه بشارته لها) فقلت واللّه لا أقوم ولا أحمد إلّا اللّه الذي أنزل براءتي، وقالت أن الرّجل الذي قيل له ما قيل يعني صفوان بقول سبحان اللّه فو الذي نفسي بيده ما كشفت من كنف (أي ستر) أنثى قط، ثم قتل في سبيل اللّه.
ومن قوة دينها رضي اللّه عنها أنها كانت تكره أن يسب حسان بحضرتها مع أنه من أهل الإفك ولقوله رحمه اللّه في ذلك :
هجرت محمدا وأجبت عنه وعند اللّه في ذلك جزاء
فإن أبي ووالدتي وعرضي لعرض محمد منكم فداء
(وفي رواية وقاد)
أتشتمه ولست له بكفء فشر كما لخيركما الجزاء (الفداء)
لساني صارم لا عيب فيه وبحري لا تكدره الدّلاء
وقد اعتذر عما وقع منه في حديث الإفك الذي نقله الملعون ابن سلول، وقال رضي اللّه عنه فيها :
حصان ماتزنّ (تتهم) بريبة وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
أي جائعة لا تغتاب أحدا أبدا.
حليلة خير النّاس دنيا ومنصبا نبيّ الهدى ذي المكرمات الفواضل
عقيلة حي من لؤى بن غالب كرام المساعي مجدهم غير زائل
مهذبة قد طيب اللّه خيمها "١" وطهرها من كلّ سوء وباطل
فإن كنت قد قلت الذي قد زعموا فلا رفعت سوطي إلي الأنامل
وكيف وودي ماحيبت ونعرتي لآل رسول اللّه زين المحافل