وترمي ألفاظ لو لا ولو لا ويعظكم إلى التنبيه والتحذير عن كل ما نهى اللّه عنه والترغيب والتحبيذ لكل ما أمر به لمن كان له قلب حي أو القى سمعه ليأخذ به ويقبله، ثم شرع جل شرعه في ضرب الأمثال العظيمة فقال "اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ" منورهما لمن فيهما "مَثَلُ نُورِهِ" العجيب الشّأن الغريب الإمكان في الإضاءة على أربعة أوجه : الأوّل نور يظهر الأشياء للأبصار وهو لا يراها كنور الشّمس وأمثالها، لأنه يظهر الأشياء الخفية في الظّلمة ولا يراها نور البصر.
الثاني نور البصر يظهر الأشياء للإبصار ويراها فهو أشرف من الأوّل الثالث نور العقل يظهر الأشياء المعقولة المخفية في ظلمة الجهل للبصائر وهو يدركها و يراها.