الواسع والفضل العميم الذي لا يدخل تحت حساب الحاسبين ولا نهاية له.
هذا وان قوله تعالى (لا تُلْهِيهِمْ) إلخ ليس نهيا عن التجارة ولا يفيد معنى المنع منها ولا كراهيتها، بل تشير إلى النّهي عن التهافت بها والاشتغال فيها عن عبادته جلت عبادته.
وما قيل أنها نزلت في أهل الصّفة لا يصح، لأنهم فقراء لا مال لهم حتى يؤمروا بالزكاة، ولأنهم تركوا الأشغال الدّنيوية كافة وانكبوا على عبادة
ربهم، وإنما نزلت في أهل الأسواق الّذين إذا سمعوا النّداء تركوا أشغالهم وبادروا إليها ليقتدي بهم من بعدهم ويا حسرتاه الآن تراهم لا هين باللعب والشّغل عن الصّلاة ولا يجيبون المنادي، فإنا للّه وإنا إليه راجعون من أناس لا يخافون أن يدخلهم اللّه في قوله في المثل الثاني المخيف المزدوج "وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ" التي عملوها في الدّنيا تكون يوم القيامة "كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ" جمع قاع وهي ما انبسط واستوى من الأرض "يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً" فيقصده ليشرب منه لشدة عطشه حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً" فيخيب ظنه ويظهر له وهمه وسبعتبين له خطأه "وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ" أي السّراب الذي توهمه ماء "فَوَفَّاهُ حِسابَهُ" على


الصفحة التالية
Icon