قال عدي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول اتقوا النّار ولو يشق تمرة، فمن لم يجد تمرة فبكلمة طيبة.
(قال عدي فرأيت الظّعينة ترحل من الحيرة حتى تطوف بالكعبة لا تخاف إلّا اللّه، وكنت فيمن افتتح كنوز كسرى ابن هرمز) ولئن طالت بكم حياة لترون ما قال أبو القاسم صلّى اللّه عليه وسلم يخرج الرّجل ملء كفه من ذهب أو فضة إلخ.
وفي هذا الحديث والآية دليل على صحة خلافة الخلفاء لأن الفتوحات كانت في أيامهم، ودلالة على أن هذه الآية متقدمة في النّزول على سورتها، وإنها من أوائل ما نزل بالمدينة.
وقال بعض المفسرين إن هذه الآية مكية.
وهي من جملة المغيبات التي أخبر اللّه بها رسوله كما أشرنا إليه في سورة القمر ج ١، والسّبب المذكور أعلاه في نزولها ينطبق عليها تماما، عدا كون القول الواقع بالمدينة إذ قد يوشك أنه بمكة واللّه أعلم.
(وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ"
(٥٦) أيها النّاس وفرقة كذبت ظاهرا وباطنا وهم الكافرون الّذين قال اللّه فيهم "لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ" وانا لا تقدر عليهم "فِي الْأَرْضِ" بلى قادرون عليهم، وهم في قبضتنا لا يستطيعون أن يفتلوا منا، وسنذلهم بالدنيا بالجلاء والأسر والقتل والسّبي وضرب الجزية "وَمَأْواهُمُ النَّارُ" في الآخرة "وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ" (٥٧) هي لأهلها.


الصفحة التالية
Icon