أي حتى إذا جاء إلى الموضع الذي فيه السراب لم يجده شيئا مما قدره ووجد أرضا لا ماء فيها وفي الكلام حذف فكذلك مثل الكافر يتوهم أن عمله ينفعه حتى إذا جاءه أي مات لم يجد عمله شيئا لأن الله جل وعز قد محقه وأبطله بكفره ووجد الله عنده أي عند عمله فوفاه حسابه أي جزاءه فمثل جل وعز عمل الكافر بما يوجد ثم مثله بما يرى فقال
٥١ - قال جل وعز أو كظلمات ثم في بحر لجي وهو منسوب إلى اللج وهو وسط البحر قال أبي بن كعب الكافر كلامه ظلمة وعمله ظلمة ومصيره إلى ظلمة ٥٢ - وقوله جل وعز إذا أخرج يده لم يكد يراها ٦ قال أبو عبيدة أي لم يرها ولم يكد يراها ٦ أي لا يراها إلا على بعد قال أبو أبو جعفر وأصح الأقوال في هذا أن المعنى لم يقارب رؤيتها وإذا لم يقارب رؤيتها فلم يرها رؤية بعيدة ولا قريبة ٥٣ - وقوله جل وعز ألم تر أن الله يسبح له من في السموات
والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه حدثنا الفريابي قال أنبأنا أبو بكر بن أبي شيبة قال أخبرنا
شبابة عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد قوله كل قد علم صلاته وتسبيحه الصلاة للإنسان والتسبيح لما سوى ذلك من خلقه ٥٤ - وقوله جل وعز ألم تر أن الله يزجي سحابا أي يسوقه ثم يؤلف بينه أي يجمع القطع المتفرقة حتى تتألف ثم يجعله ركاما أي بعضه فوق بعض فترى الودق يخرج من خلاله الودق المطر يقال ودقت سرته تدق ودقا ودقة وكل خارج وادق كما قال فلا مزنة ودقت ودقها * ولا أرض أبقل إبقالها *
وخلال جمع خلل يقال جبل وجبال ٥٥ - ثم قال جل وعز وينزل من السماء من جبال فيها من برد قيل المعنى من جبال برد فيها كما تقول هذا خاتم في يدي من حديد أي هذا خاتم حديد في يدي كما يقال جبال من طين وجبال طين وقيل إن المعنى من مقدار جبال ثم حذف كما تقول عند فلان جبال مال والأخفش يذهب إلى أن من فيهما زائدة أي جبالا فيها برد
قال وقال بعضهم الجبال من برد فيها في السماء وتجعل الإنزال منها