كانوا معه على أمر جامع لم يذهبوا حتى يستأذنوه قال سعيد بن جبير إذا حزبهم أمر من حرب أو غيرها استأذنوه قبل أن يذهبوا وقال مجاهد هذا في الغزو ويوم الجمعة وقال قتادة والضحاك وإذا كانوا معه على أمر جامع أي على أمر طاعة قال أبو جعفر قول سعيد بن جبير أولاها أي إذا احتاج الإمام إلى جمع المسلمين لأمر يحتاج إلى اجتماعهم فيه فالإمام مخير في الإذن لمن رأى الإذن له فأما إذا انتقض وضوءه يوم الجمعة فلا وجه لمقامه في المسجد ولا معنى لاستئذانه الإمام في ذلك لأنه لا يجوز له منعه ٧٨ - وقوله تعالى فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم قال قتادة وقد قال سبحانه عفا الله عنك لم أذنت
لهم فنسخت هذه يعني التي في سورة النور التي في سورة براءة ٧٩ - وقوله جل وعز لا تجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضا قال مجاهد قولوا يا رسول الله في رفق ولين ولا تقولوا يا محمد بتجهم وقال قتادة أمروا أن يفخموه ويشرفوه
ويروى عن ابن عباس كان يقول دعوة الرسول عليكم واجبة فاحذروها وهذا قول حسن لكون الكلام متصلا لأن الذي قبله
والذي بعده نهي عن مخالفته أي لا تتعرضوا لما يسخطه فيدعو عليكم فتهلكوا ولا تجعلوا دعاءه كدعاء غيره من الناس ٨٠ - وقوله جل وعز قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا قال مجاهد أي خلافا وقيل حيادا لم كما تقول لذت من فلان أي حدت عنه وقيل لواذا في سترة ولذت من فلان تنحيت عنه في سترة قال أبو جعفر وهذه الأقوال متقاربة وقول مجاهد يدل عليه فليحذر الذين يخالفون عن أمره ولواذ حدثنا مصدر لاوذ فأما لاذ فمصدره لياذ
وزعم أبو عبيدة أن قوله فليحذر الذين يخالفون عن امره معناه يخالفون أمره قال أبو جعفر وهذا القول خطأ على مذهب الخليل وسيبويه لأن عن وعلى لا يفعل بهما ذلك أي لا يزادان وعن في موضعها غير زائدة والمعنى يخالفون بعد ما أمر كما قال الشاعر *


الصفحة التالية
Icon