١- اللطيفة الأولى : التنكير في قوله ( سورة ) للتفخيم فكأن الله تعالى يقول : هذه سورة عظيمة الشأن جليلة القدر، لما فيها من الآداب السامية والأحكام الجليلة، قال الألوسي : وهي ( خبر ) لمبتدأ محذوف أي هذه سورة، وأشير إليها بهذه تنزيلاً لها منزلة ( الحاضر ) المشاهد وقوله تعالى :﴿ أَنزَلْنَاهَا ﴾ وما بعده صفات لها مؤكدة، لما أفاد التنكير من ( الفخامة ) من حيث الذات، بالفخامة من حيث الصفات.
٢- اللطيفة الثانية : تكرير لفظ ﴿ أَنزَلْنَا ﴾ في قوله :﴿ أَنزَلْنَاهَا ﴾ و ﴿ أَنزَلْنَا فِيهَآ آيَاتٍ ﴾ لإبراز كمال العناية بشأنها، وهو يشبه ذكر الخاص بعد العام للعناية والاهتمام.
٣- اللطيفة الثالثة : قال الفخر الرازي : أنه تعالى ذكر في أول السورة أنواعاً من الأحكام والحدود وذكر في آخرها دلائل التوحيد فقوله تعالى :﴿ فَرَضْنَاهَا ﴾ إشارة إلى الأحكام، وقوله :﴿ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ﴾ إشارة إلى دلائل التوحيد ويؤيده قوله :﴿ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ فإن الأحكام لم تكن معلومة حتى يتذكروا بها. قال الألوسي : وهذا الوجه عندي حسن.
٤- اللطيفة الرابعة : قوله تعالى :﴿ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ أصل ( لعل ) للترجي والترجي لا يليق من الله تعالى ولذلك تكون لعل هنا بمعنى ( لام التعليل ) أي لتتذكروا وتتدبروا بما فيها واستشهدوا بقول الشاعر :
فقلتم لنا كفّوا الحروب لعلّنا | نكفّ ووثّقثتم لنا كل مَوثِقِ |