" يا معشر الأنصار أما تسمعون ما يقول سيدكم ؟ " فقالوا يا رسول الله لا تلمه فإنه رجل غيور، فقال سعد يا رسول الله والله إني لأعرف أنها من الله وأنها حق، ولكني عجبت منه، فقال عليه السلام " فإن الله يأبى إلا ذلك، " قال فلم يلبثوا إلا يسيراً حتى جاء ابن عم له يقال له هلال بن أمية وهو أحد الثلاثة الذين تاب الله عليهم، فقال يا رسول الله إني وجدت مع امرأتي رجلاً رأيت بعيني وسمعت بأذني، فكره رسول الله ﷺ ما جاء به، فقال هلال والله يا رسول الله إني لأرى الكراهة في وجهك مما أخبرتك به والله يعلم أني لصادق وما قلت إلا حقاً، فقال رسول الله ﷺ :" إما البيتة وإما إقامة الحد عليك " فاجتمعت الأنصار فقالوا ابتلينا بما قال سعد، فبينا هم كذلك إذ نزل عليه الوحي وكان إذا نزل عليه الوحي اربد وجهه وعلا جسده حمرة فلما سرى عنه قال عليه السلام " أبشر يا هلال فقد جعل الله لك فرجاً، " قال قد كنت أرجو ذلك من الله تعالى فقرأ عليهم هذه الآيات فقال عليه السلام " ادعوها فدعيت " فكذبت هلالاً، فقال عليه السلام " الله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب وأمر بالملاعنة " فشهد هلال أربع شهادات بالله أنه لمن الصادقين فقال عليه السلام له عند الخامسة " اتق الله يا هلال فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة، " فقال والله لا يعذبني الله عليها كما لم يجلدني رسول الله ﷺ وشهد الخامسة، ثم قال رسول الله " أتشهدين " فشهدت أربع شهادات بالله أنه لمن الكاذبين فلما أخذت في الخامسة قال لها " اتقي الله فإن الخامسة هي الموجبة، " فتفكرت ساعة وهمت بالاعتراف ثم قالت والله لا أفضح قومي وشهدت الخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين ففرق رسول الله ﷺ بينهما، ثم قال : انظروها إن جاءت به أثيبج أصهب أحمش الساقين فهو لهلال، وإن جاءت به خدلج الساقين أورق


الصفحة التالية
Icon