﴿ ولولا فضل الله ﴾ لعاقبكم بما قلتم لعائشة ﴿ وإن الله رؤوف رحيم ﴾ حين عفا عنكم فلم يعاقبكم ﴿ ومن يتبع خطوات الشيطان ﴾ يعني تزيينه ﴿ فإنه يأمر بالفحشاء ﴾ يعني بالمعاصي ﴿ والمنكر ﴾ ما لا يعرف مثل ما قيل لعائشة ﴿ ولولا فضل الله عليكم ورحمته ﴾ يعني نعمته ﴿ ما زكا ﴾ ما صلح ﴿ ولكن الله يزكي ﴾ يصلح ﴿ من يشاء ﴾.
فلما أنزل الله عذر عائشة، وبرأها، وكذب الذين قذفوها، حلف أبو بكر أن لا يصل مسطح بن أثاثة بشيء أبداً، لأنه كان فيمن ادعى على عائشة من القذف، وكان مسطح من المهاجرين الأولين، وكان ابن خالة أبي بكر، وكان يتيماً في حجره فقيراً، فلما حلف أبو بكر أن لا يصله نزلت في أبي بكر ﴿ ولا يأتل ﴾ أي ولا يحلف ﴿ أولوا الفضل منكم ﴾ يعني في الغنى أبا بكر الصديق ﴿ والسعة ﴾ يعني في الرزق ﴿ أن يؤتوا أولي القربى ﴾ يعني مسطح بن أثاثة قرابة أبي بكر وابن خالته ﴿ والمساكين ﴾ يعني أن مسطحاً كان فقيراً ﴿ والمهاجرين في سبيل الله ﴾ يعني أن مسطحاً كان من المهاجرين ﴿ وليعفوا وليصفحوا ﴾ يعني ليتجاوزوا عن مسطح ﴿ ألا تحبون أن يغفر الله لكم ﴾ فقال رسول الله ﷺ لأبي بكر : أما تحب أن يغفر الله لك قال : بلى يا رسول الله قال : فاعف واصفح فقال أبو بكر : قد عفوت وصفحت لا أمنعه معروفاً بعد اليوم.
﴿ إن الذين يرمون المحصنات ﴾ يعني يقذفون بالزنا الحافظات لفروجهن العفائف ﴿ الغافلات ﴾ يعني عن الفواحش يعني عائشة ﴿ المؤمنات ﴾ يعني الصادقات ﴿ لعنوا ﴾ يعني جلدوا ﴿ في الدنيا والآخرة ﴾ يعذبون بالنار يعني عبدالله بن أبي لأنه منافق له عذاب عظيم.


الصفحة التالية
Icon