وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن مسروق قال : دخل حسان بن ثابت على عائشة رضي الله عنها فشبب وقال :
حصان رزان ما تزن بريبة... وتصبح غرثي من لحوم الغوافل
قالت : لكنك لست كذلك قلت : تدعين مثل هذا يدخل عليك وقد أنزل الله ﴿ والذي تولى كبره منهم لهم عذاب عظيم ﴾ قالت : وأي عذاب أشد من العمى؟! ولفظ ابن مردويه أو ليس في عذاب قد كف بصره؟
وأخرج ابن جرير من طريق الشعبي عن عائشة أنها قالت : ما سمعت بشيء أحسن من شعر حسان، وما تمثلت به إلا رجوت له الجنة. قوله لأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب بن هشام :
هجوت محمداً وأجبت عنه... وعند الله في ذاك الجزاء
فان أبي ووالده وعرضي... لعرض محمد منكم وقاء
أتشتمه ولست له بكفء... فشركما لخير كما الفداء
لساني صارم لا عيب فيه... وبحري لا تكدره الدلاء
فقيل : يا أم المؤمنين أليس هذا لغو؟ قالت : لا إنما اللغو ما قيل عند النساء قيل : أليس الله يقول ﴿ والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ﴾ ؟ قالت : أليس قد أصابه عذاب أليم؟ أليس قد أصيب بصره، وكسع بالسيف، وتعني الضربة التي ضربها إياه صفوان بن المعطل حين بلغه عنه أنه تكلم في ذلك فعلاه بالسيف وكاد يقتله؟؟
وأخرج محمد بن سعد عن محمد بن سيرين ؛ أن عائشة كانت تأذن لحسان بن ثابت، وتدعو له بالوسادة وتقول : لا تؤذوا حسان فإنه كان ينصر رسول الله بلسانه وقال الله ﴿ والذي تولى كبره منهم له عذاب عظيم ﴾ وقد عمي، والله قادر أن يجعل ذلك العذاب العظيم عماه.
وأخرج ابن جرير وابن ابي حاتم عن الضحاك ﴿ والذي تولى كبره منهم ﴾ يقول : الذي بدأ بذلك.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني عن مجاهد ﴿ والذي تولى كبره ﴾ قال : عبد الله بن أبي ابن سلول يذيعه.