إن الحُصَيْن زَلِق وزُمَّلِق...
جاءت به عَنْس من الشأمِ تَلِقْ
يقال : رجل زَلِق وزُمَلِق ؛ مثال هُدَبِد، وزُمَالِق وزُمّلِق ( بتشديد الميم ) وهو الذي ينزل قبل أن يجامع ؛ قال الراجز :
إنّ الحُصين زَلِق وزُمَّلِق...
والوَلْق أيضاً أخفّ الطعن.
وقد وَلَقه يَلِقه وَلْقاً.
يقال : وَلَقه بالسيف وَلَقات، أي ضربات ؛ فهو مشترك.
الثالثة عشرة : قوله تعالى :﴿ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ ﴾ مبالغة وإلزام وتأكيد.
والضمير في "تَحْسَبُونَهُ" عائد على الحديث والخوض فيه والإذاعة له.
و﴿ هَيِّناً ﴾ أي شيئاً يسيراً لا يلحقكم فيه إثم.
﴿ وَهُوَ عِندَ الله ﴾ في الوزر ﴿ عَظِيمٌ ﴾.
وهذا مثل قوله عليه السلام في حديث القَبْرَين :" إنهما ليُعَذَّبان وما يُعَذَّبان في كبير " أي بالنسبة إليكم.
الرابعة عشرة : قوله تعالى :﴿ ولولا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَّا يَكُونُ لَنَآ أَن نَّتَكَلَّمَ بهذا سُبْحَانَكَ هذا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ * يَعِظُكُمُ الله أَن تَعُودُواْ لِمِثْلِهِ أَبَداً إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ * وَيُبَيِّنُ الله لَكُمُ الآيات والله عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ عتاب لجميع المؤمنين ؛ أي كان ينبغي عليكم أن تنكروه ولا يتعاطاه بعضكم من بعض على جهة الحكاية والنقل، وأن تنزهوا الله تعالى عن أن يقع هذا من زوج نبيّه عليه الصلاة والسلام، وأن تحكموا على هذه المقالة بأنها بهتان ؛ وحقيقة البهتان أن يقال في الإنسان ما ليس فيه، والغِيبة أن يقال في الإنسان ما فيه.
وهذا المعنى قد جاء في صحيح الحديث عن النبيّ صلى الله عليه وسلم.
ثم وعظهم تعالى في العودة إلى مثل هذه الحالة.
و"أنْ" مفعول من أجله، بتقدير : كراهية أن، ونحوه.
الخامسة عشرة : قوله تعالى :﴿ إِن كُنتُمْ مُّؤْمِنِينَ ﴾ توقيف وتوكيد ؛ كما تقول : ينبغي لك أن تفعل كذا وكذا إن كنت رجلاً.


الصفحة التالية
Icon