وقال الآلوسى :
﴿ وَلَوْلاَ فَضْلُ الله ﴾
أي تفضله سبحانه :﴿ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ﴾ إياكم ﴿ فِى الدنيا ﴾ بفنون النعم التي من جملتها الإمهال للتوبة ﴿ وَ ﴾ في ﴿ يَخَافُونَ الآخرة ﴾ بضروب الآلاء التي من جملتها العفو والمغفرة بعد التوبة، وفي الكلام نشر على ترتيب اللف، وجوز أن يتعلق ﴿ فِى الدنيا والاخرة ﴾ بكل من فضل الله تعالى ورحمته، والمعنى لولا الفضل العام والرحمة العامة في كلا الدارين ﴿ لَمَسَّكُمْ ﴾ عاجلاً ﴿ فِى مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ ﴾ أي بسبب ما خضتم فيه من حديث الافك.
والإبهام لتهويل أمره واستهجان ذكره أفاض في الحديث وخاض وهضب واندفع بمعنى، والإفاضة في ذلك مستعارة من إفاضة الماء في الإناء، و﴿ لَوْلاَ ﴾ امتناعية وجوابها ﴿ لَمَسَّكُمْ ﴾ ﴿ عَذَابِ ﴾ يستحقر دونه التوبيخ والجلد، والخطاب لغير ابن أبي من الخائضين، وجوز أن يكون لهم جميعاً.
وتعقب بأن ابن أبي رأس المنافقين لاحظ له من رحمة الله تعالى في الآخرة لأنه مخلد في الدرك الأسفل من النار.
﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ ﴾
بحذف إحدى التاءين و﴿ إِذْ ﴾ ظرف للمس، وجوز أن يكون ظرفاً لافضتم وليس بذاك، والضمير المنصوب لما أي لمسكم ذلك العذاب العظيم وقت تلقيكم ما أفضتم فيه من الأفك وأخذ بعضكم إياه من بعض بالسؤال عنه، والتلقي والتلقف والتلقن متقاربة المعاني إلا أن في التلقي معنى الاستقبال وفي التلقف معنى الخطف والأخذ بسرعة وفي التلقن معنى الحذق والمهارة.
وقرأ أبي رضي الله تعالى عنه ﴿ تتلقونه ﴾ على الأصل، وشد التاء البزي، وأدغم الذال في التاء النحويان.
وحمزة.
وقرأابن السميقع ﴿ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ ﴾ بضم التاء والقاف وسكون اللام مضارع ألقى، وعنه ﴿ تَلَقَّوْنَهُ ﴾ بفتح التاء والقاف وسكون اللام مضارع لقى، وقرأت عائشة.
وابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
وعيسى.
وابن يعمر.


الصفحة التالية
Icon