لهم من حيث كان هذا الذكر عقوبة معجلة كالكفارة وثالثها : صار خيراً لهم من حيث تاب بعضهم عنده، واعلم أن هذا القول ضعيف لأنه تعالى خاطبهم بالكاف، ولما وصف أهل الإفك جعل الخطاب بالهاء بقوله تعالى :﴿لِكُلّ امرىء مّنْهُمْ مَّا اكتسب مِنَ الإثم﴾ ومعلوم أن نفس ما اكتسبوه لا يكون عقوبة، فالمراد لهم جزاء ما اكتسبوه من العقاب في الآخرة والمذمة في الدنيا، والمعنى أن قدر العقاب يكون مثل قدر الخوض.
أما قوله :﴿والذى تولى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ ففيه مسائل :
المسألة الأولى :
قرىء كبره بالضم والكسر وهو عظمه.
المسألة الثانية :
قال الضحاك : الذي تولى كبره حسان ومسطح فجلدهما ﷺ حين أنزل الله عذرها.
وجلد معهما امرأة من قريش، وروي أن عائشة رضي الله عنها ذكرت حساناً وقالت :"أرجو له الجنة، فقيل أليس هو الذي تولى كبره ؟ فقالت إذا سمعت شعره في مدح الرسول رجوت له الجنة" وقال عليه الصلاة والسلام :" إن الله يؤيد حساناً بروح القدس في شعره " وفي رواية أخرى " وأي عذاب أشد من العمى " ولعل الله جعل ذلك العذاب العظيم ذهاب بصره، والأقرب في الرواية أن المراد به عبد الله بن أبي بن سلول فإنه كان منافقاً يطلب ما يكون قدحاً في الرسول عليه السلام، وغيره كان تابعاً له فيما كان يأتي، وكان فيهم من لا يتهم بالنفاق.
المسألة الثالثة :
المراد من إضافة الكبر إليه أنه كان مبتدئاً بذلك القول، فلا جرم حصل له من العقاب مثل ما حصل لكل من قال ذلك لقوله عليه الصلاة والسلام " من سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة " وقيل سبب تلك الإضافة شدة الرغبة في إشاعة تلك الفاحشة وهو قول أبي مسلم.
المسألة الرابعة :


الصفحة التالية
Icon