من لطائف الإمام القشيرى فى الآية
قال عليه الرحمة :
﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (١٩) ﴾
هؤلاء في استحقاق الذمِّ أقبحُ منزلةً، وأشدّ وِزْراً حيث أحبوا افتضاح المسلمين، ومن أركان الدين مظاهرةُ المسلمين، وإعانةُ أولي الِّدين، وإرادةُ الخير لكافة المؤمنين. والذي يودُّ فتنةً للمسلمين فهو شرُّ الخَلْق، واللَّهُ لا يرضى منه بحاله، ولا يؤهله لمنالِ خلاصة التوحيد.
وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (٢٠)
كرَّر قوله :﴿ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ﴾ لِيُبَيِّنَ للجميع أنَّ حُسْنَ الدفعِ عنهم كان بفضله ورحمته وجميل المنح لهم، وكلٌّ يشهد حُسنَ المَنْحِ ويشكر عليه، وعزيزٌ عبدٌ يشهد حُسْنَ الدفع عنه فيحمده على ذلك. أ هـ ﴿لطائف الإشارات حـ ٢ صـ ٦٠٠﴾