ج: نعم، هناك حديثٌ صريحٌ يوضح الأمر: عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (والله ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقًا بكتاب الله ولا إيمانًا بالتنزيل، لقد أنزلت سورة النور: ﴿وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ﴾ [النور: ٣١]، فانقلب رجالهن إليهن يتلون ما أنزل فيهن، ما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح معتجرات كأن على رءوسهن الغربان) [فتح الباري (٨/٤٩٠)]، والاعتجار هو لف الخمار على الرأس مع تغطية الوجه، فهذا صريح الدلالة أن الذي منع الرجال من معرفتهن هو الخمار أولاً، ثم الغلس، لا الغلس وحده.
س: ولكن بعض النساء يقلن: الحجاب تغطية الوجه يؤثر على الرؤية؟
ج: ألسنا نرى من يمارسون حياتهم بعين واحدة، وهناك من تصاب عينه في حادث ويقود السيارة بمهارة، وكذلك القاعدة الفقهية تقول: إن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، فالمصلحة في تستر المرأة عامة، وإذا كانت هناك مضرة فهي خاصة.
ثم إن الذي أمر بستر الوجه هو أعلم بما يصلح عباده.
س: قل لي -بالله عليك- ما هو الداعي إلى الحجاب إذا كان الرجال مأمورين بغض البصر، وإذا كان الوجه والجسم مغطى فعن ماذا يغضون أبصارهم؟
ج: نعم وردت آيات وأحاديث فيها الأمر بغض البصر منها: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ﴾[النور: ٣٠]. وعن جرير بن عبد الله قال: (سألت رسول الله ﷺ عن نظر الفجأة فأمرني أن أصرف بصري) [رواه مسلم]، ولكن أعداء الحجاب ودعاة السفور قالوا: إذا كان هناك أمرٌ بغض البصر فلابد أن هناك شيئًا مكشوفًا من المرأة.
والجواب: أن الأمر بغض البصر هو أمرٌ من الله تعالى يجب التزامه ولا يلزم منه أن يكون الوجه والكفين للمسلمة مكشوفًا.