ج: كيف يكون التبرج يسرًا وهو كبيرةٌ من الكبائر، وكيف يكون يسرًا وصاحبته لا تجد ريح الجنة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم!! والإلف والعادة إذا خالف الشرع فهو فسادٌ وشر وفتنة ولا شك.
س: ولكن كثير من الرجال يرون النساء المتبرجات ويخالطوهن ولا تحصل لهن إثارة؟
ج: هذا قولٌ مردودٌ ويبطله الواقع الذي نعيش فيه.
إن لم ينظر الشباب وهم على قارعة الطريق إلى الفتيات المتهتكات العاريات.
وهل معنى هذا الكلام أن الشباب والرجال الكبار لا ينظرون إلى المتبرجة وهي تتمايل في الطريق؟
س: هلا زدت هذا الأمر توضيحًا؟
ج: إن زينة المرأة وظهور جمالها بين الرجال غواية وإغراء وشرارة تضرم ما كمن وخمد في نفوسهم من شهوة حيوانية، كما أن رؤية الطعام وشم رائحته يوقظان الشهية، والنفس لا تشتهي إلا ما تقدمه لها العين، ولذلك أمر الله تعالى الرجال أن يغضوا أبصارهم وأتبعها بقوله: ﴿وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ﴾، وكذلك أمر النساء بأن يغضضن من أبصارهن، وأتبعها بقوله: ﴿وَيَحْفَظْنَ فَرُوجَهُنَّ﴾، ومعنى ذلك: أن النظر بريد الزنا، فما بال النساء قد غفلن وخادعن أنفسهن فزعمن أن التبرج قد أصبح أمرًا عاديًا مألوفًا لا يؤثر على الأخلاق ولا يثير دفائن الشهوات، ولا يوقد نار المحروم من اللذات! أما إنهن لو عقلن لعلمن أن هذا الزعم باطلٌ ومحالٌ ولا شك، فإنه لو كان الأمر كذلك بصدق في حالة الزوج مع زوجته لانقلبت المودة بينهما عداوة والشوق نفورًا، ولأصبح كلٌّ من الزوجين حريصًا على أن يغير زوجته بعد حينٍ من الزمن فهل هذا الواقع؟‍!


الصفحة التالية
Icon