نافعاً كما يقال فلان ما عمل شيئاً وإن كان قد اجتهد الثاني : حتى إذا جاءه أي جاء موضع السراب لم يجد السراب شيئاً فاكتفى بذكر السراب عن ذكر موضعه الثالث : الكناية للسراب لأن السراب يرى من بعيد بسبب الكثافة كأنه ضباب وهباء وإذا قرب منه رق وانتثر وصار كالهواء.
أما قوله :﴿وَوَجَدَ الله عِندَهُ فوفاه حِسَابَهُ﴾ أي وجد عقاب الله الذي توعد به الكافر عند ذلك فتغير ما كان فيه من ظن النفع العظيم إلى تيقن الضرر العظيم، أو وجد زبانية الله عنده يأخذونه فيقبلون به إلى جهنم فيسقونه الحميم والغساق، وهم الذين قال الله تعالى فيهم
﴿عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ﴾ [ الغاشية : ٣ ]، ﴿وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ [ الكهف : ١٠٤ ]، ﴿وَقَدِمْنَا إلى مَا عَمِلُواْ مِنْ عَمَلٍ﴾ [ الفرقان : ٢٣ ] وقيل نزلت في عتبة بن ربيعة بن أمية، كان قد تعبد ولبس المسوح والتمس الدين في الجاهلية ثم كفر في الإسلام.